أنا فاطمة، طالبة في سنتي الجامعية الثانية أدرس الإعلام عن رغبة حقيقية وشغفٍ صادق. لكن قبل أن أصل إلى هذه المرحلة، دعوني أعود بكم إلى بداية حكايتي.
ولدتُ ونشأت في المنطقة الشرقية، ومنذ أن كنت في العاشرة بدأتُ أكتشف عالم التصوير، ذلك الفن الذي أسرَ قلبي مبكرًا. كنت أبحث دائمًا عن فرصة لتعلّم المزيد، وكان فضولي يزداد يومًا بعد يوم. وعندما بلغت الخامسة عشرة، بدأتُ أفكر بجدية في دراسة الإخراج السينمائي؛ فقد كنت أحبّ تخيّل وكتابة السيناريوهات، كما أن شغفي بالتصوير كان يكبر معي.
وفي السابعة عشرة، كتبتُ أول رواية لي، لكنني لم أنشرها. حذفتها بالكامل بعدما شعرت بخيبة الأمل نتيجة تحطيم المجتمع القريب منّي. ورغم ذلك، لم أتخلَّ عن الكتابة، وبدأتُ رواية أخرى لم أنته منها حتى الآن.
في آخر سنوات دراستي المدرسية، كنت أخبر الجميع بأنني أريد دراسة الطب، لكنني اكتشفت لاحقًا أن هذا لم يكن شغفي الحقيقي، بل كان نتيجة تأثير المجتمع الذي يُمجّد التخصصات الطبية ويعتبرها الخيار الأمثل.
صادف أن جامعة حائل قبلتني في تخصص التسويق، لكن فكرة الاغتراب من أجل هذا التخصص لم تلقَ ترحيبًا من أحد، وكأنهم يرونه أمرًا تافهًا لا يستحق الابتعاد من أجله. تحدّيتُ تلك النظرة، واغتربت. وبعد فترة، تم نقلي إلى تخصص الرياضيات، لكنني كنت قد وضعت في ذهني أن الإعلام هو ما أريده فعلًا. درست فصلًا دراسيًا واحدًا في الرياضيات، ثم حوّلت إلى تخصص الإعلام، لأني ببساطة أجد نفسي فيه.
شاركت في العديد من الفعاليات داخل الجامعة وخارجها، وكانت جميعها متعلقة بالإعلام. واصلت تطوير مهارتي في التصوير حتى أصبحتُ مصوّرة منتجات لبعض الجهات. كما حضرت عدّة ورش تدريبية، بل وبدأت بتقديم ورش خاصة بي.
وبإذن الله، ما زالت أمامي إنجازات أكبر قادمة في الطريق. وأنا فخورة جدًا بكل ما فعلت… وبكل ما سأفعله