منذ بداياتي كان الاصرار عنوان رحلتي والايمان بفضل الله هو زادي في الطريق. في عمر الثامنة والعشرين، تحقق احد أحلامي بحصولي على درجة الماجستير، لكني لم أكتفِ بذلك، فالعلم بالنسبة لي لم يكن غاية بقدر ما كان وسيلة لصناعة الاثر
وحين رأيت ان الماجستير بات درجة ينالها الكثيرون، رفعت يدي إلى السماء وسألت ربي أن يجعل رسالتي متفردة، وأن تكون صمة مميزة تترك أثرًا مختلفًا. قلت في دعائي " يارب لن أبرح حتى أبلغ" ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلة السعي الحقيقي، سعي لم يعرف الكلل ولا الملل.
حولت رسالتي إلى كتاب علمي، لكني لم أرضَ بذلك؛ فكل يوم يُؤلف كتاب، وكنت أطمح أن يكون كتابي استثناءً
لا تكرارًا. وبتوفيق من الله، تحقق الحلم حين اختيرت رسالتي ضمن تبني كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود لتحويلها إلى كتاب علمي معتمد.
ولم يفق الشرف عند هذا الحد، فقد تشرفت بأن يعرض كتابي على سمو الأمير فيصل بن فد بن مقرن آل سعود، الذي شاركني حلمي، وأضاف إلى إنجازي شرفًا فوق شرف، حين تكرم بكتابة مقدمة الكتاب، مثنيًا فيها على ما أحتواه من فكرٍ و منضمونٍ أدبي أصيل.
وهكذا، أدركت أن الحلم لا يتحقق بالوصول، بل بالأستمرار، وأن التميز ليس هدفًا فحسب، بل هو أسلوب حياة يقوده الإصرار وتباركه النية الصادقة.
واليوم يحق لي أن اقول لكتابي أنت ما بدأت كرسالة ماجستير محدود النطاق، بل ولدت من شغف البحث والمعرفة ها أنت قد أصبحت كتاب تحمل بين صفحاتك ثمرة جهد علمي وتجربة شخصية غنية.
كانت بداياتك فكرة أكاديمية واليوم أنت كتاب له وزنه وقيمته يجمع بين الصرامة العلمية و سلاسة الطرح، ليكون مرجعًا بإذن الله يفيد الباحثين، ويلهم القراء.
ورسالتي لكل من يحمل في قلبه حلمًا، ولكل من يسعى ﻷن يترك بصمة علمية أو أثرًا باقٍ لا يزول، ما دام الله موجودًا، فكل شيء ممكن، وما دامت هذه الأرض الطيبة تحت ظل قيادتنا الرشيدة، حكومة آل سعود -حفظهم الله-، فإن الأبواب تبقى مفتوحة أمام الطموح والإبداع.
ثق أن يقينك بالله ثم نفسك هو مفتاح كل نجاح آمن بأنك تستطيع فالإرادة الصادقة قادرة على تحويل المستحيل الى ممكن، والحلم إلى واقع.
فابدأ، واسعَ، ولا تلتفت وراءك، فما دام في القلب إيمان، و في النفس عزيمة، فالطريق التميّز لا يُغلق أبدً