نشأ حبّ القراءة في طفولتي مبكرًا وذلك يعود لمهنة والدي فلقد كان معلم لغة عربية، انجذبتُ إلى الكتب انجذابًا عميقًا خصوصًا اول كتاب لي ( شرح المعلقات ) ، ورافقتني الصفحات في العزلة والفرح والأسئلة الأولى. وجدتُ في القراءة متعة ومعنى، وتحوّل الكتاب إلى صديق يومي، أتنقّل بين الحكايات، أرتب خيالي، وأتعلّم الإصغاء للكلمة. مع هذه العلاقة المبكرة نشأت الرغبة في الكتابة، مساحة أعبّر فيها عمّا تعجز عنه اللغة السريعة، فعلًا هادئًا يتطلب صبرًا وتأملًا.
تقدّمتُ نحو النشر في منتصف 2023 مع رواية قلب بلا عقل، أول تجربة روائية ترى النور عبر دار نشر محدودة المستوى. حملت هذه الخطوة قيمة تعليمية عالية، كشفت طبيعة الوسط الأدبي، وعرّفتني بتحديات الطريق. أهديتُ الرواية إلى الكاتب والروائي الكبير أسامة المسلم تقديرًا لتجربته وتأثيره فأنا كنت ومازلت معجبًا بهذا الرجل وما يقدمه ولكن مالم اتوقعه ان جاء التفاعل بعد ذلك على نحو مؤثر، إذ عبّر الكاتب عن إعجابه بالرواية، وبناءً على طلبه وتشجيعه طُرح توجّه الاستمرار، وتولت الدار التي يكتب معها اسامة المسلم نشر عمل روائي آخر من كتابتي. بناءًا على طلبه شخصيًا !! ..
شكّلت هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية، ودافعًا واضحًا لمواصلة المشروع الأدبي بثقة أكبر.
توسّع المسار عبر المقالة الثقافية. شاركتُ بمقالة في مجلة اليمامة ضمن ملحق “شرفات”، بعد تواصل كريم من الأستاذ عبدالعزيز الخزام، مدير تحرير المجلة. فتحت هذه التجربة الباب لنصوص متعددة لاحقة، ورسّخت حضورًا ثابتًا في الكتابة الصحفية. وشاركتُ في معارض الكتب داخل المملكة وخارجها، التقيتُ بالقراء والمهتمين، وشاهدتُ النصوص وهي تؤدي دورها في الحوار الثقافي ومع كل الفخر كانت روايتي الفنتازية شجرة العهد محبوبة القراء فبيعت جل النسخ في المعارض
امتدّ الحضور إلى المقالة الوطنية. حيث شاركتُ بمقالين في مجلة الدفاع الوطني في يوم التأسيس واليوم الوطني، نصوص عبّرت عن الانتماء والوعي والدور الثقافي في بلادنا الحبيبة وأكدت دور الكاتب في توثيق اللحظة العامة وصياغتها فنيًا.
تعمّق المشوار الروائي مع صدور شجرة العهد،حيث حقق صدى ملحوظًا وأسهم في ترسيخ الثقة بالمشروع الأدبي. تلت ذلك مرحلة الإعداد لنشر رواية مخطوطة حبيب بوصفها العمل الروائي الثاني، مع إعادة إصدار رواية قلب بلا عقل في الدار نفسها، برؤية أكثر نضجًا وتجربة أوسع ومع رواية مميزة قيد الكتابة عنونتها ( سوق الورق )
وفي صدد الدخول الى عالم السينما والتلفزيون عبر كتابة سيناريو عمل تلفزيوني
هكذا تشكّل المسار من طفل شغوف بالقراءة إلى كاتب يعمل على نصوصه بإيمان ومثابرة. كتبتُ لأن الكتابة مسار حياة، ومضيتُ لأن الحكاية اختارت طريقها منذ الصفحات الأولى