بدأت رحلتي في نهاية سبتمبر ٢٠٢٢، وكانت مجرد فكرة. بدأت بالمشاركة في #تحدي_إنترنت_الأشياء المقام من منشآت. في البداية، تم تقسيم المشتركين إلى أقسام مثل السياحة، النقل، الزراعة، الصناعة، وغيرها. كنا ١٢ فردًا في قسم السياحة، وتبادلنا الأفكار، ثم قلص العدد إلى ستة أشخاص، وبعد الدخول في التفاصيل لم يبقَ إلا اثنان فقط، كنا قريبين جدًا من أفكار بعضنا. ومن هنا انطلقت رحلتنا في هذا التحدي مع ٥٠٠ مشروع، ولله الحمد حققنا المركز ٣١ من ٥٠٠ في المرحلة الأخيرة، كأول تجربة لنا في ريادة الأعمال، ولم نكن راضين بتاتًا عن هذه النتيجة. انتهى التحدي وتبددت الأحلام، لكن الطموح لم ينتهِ. ومن هنا بدأ شغفنا بأن نتّحد، أنا أنس الحميدي وأمل العطوي، شريكتي منذ البداية، للعمل على مشروعنا السياحي الرائد "تطبيق أرحب" بكل همّه وشغف، دون تعب أو ملل.
كوني رائد أعمال بلا أي خبرة في هذا المجال، تأكدت أن الطريق مليء بالصعوبات والتحديات. أصعب تحدٍ كان معرفة من أين نبدأ، وأين نحن الآن، وأين سنكون غدًا. بعد التوكل على الله، كانت طاقتنا وشغفنا وطموحنا بأننا سنصل سبب استمرارنا.
التحديات التي واجهناها لبناء المشروع كانت متنوعة. كبداية، كانت التحديات المالية العائق الأول للمشاريع، وهو اعتقاد خاطئ جدًا. بعد ذلك، كان من الصعب دراسة السوق المستهدف والوصول للأرقام الصحيحة، مع أن هذه النقطة أسهل مما يعتقد رائد الأعمال. التحديات التقنية تطلبت البحث والاستفسار، ولا يجب استصعاب الوصول للمعلومة. أما التراخيص الحكومية، فقد كانت صعبة الوصول رغم سهولتها.
لو عدت بالزمن، فلن أغيّر شيئًا، الحمد لله راضٍ، لكن الجانب التقني، الذي بدأنا فيه بلا أي خبرة أو توجيه، كان السبب في تأخر انطلاقتنا وكان مجهدًا جدًا. من ناحية التغيير، ربما كانت خطواتنا ستكون أسرع لأننا اكتسبنا الخبرة والمعرفة في هذا الجانب، رغم أننا ما زلنا نتعلّم. المعرفة والبحث عن المعلومة هي ما ينقص رائد الأعمال في بدايته، وهي متاحة بالمجان، وهي الشيء الذي بعد النجاح يقول المرء: ليتني بحثت لاختصار الوقت وتوفير الجهد.
أشخاص عدة ألهموني وساعدوني على الاستمرار. أمي، الله يرحمها، كانت ترى فينا شيئًا لا نراه نحن، وكانت السند والداعم بعد توفيق رب العالمين. دعواتها بالتوفيق والهداية والنجاح والتسخير ترافقني إلى هذه اللحظة. أخي وعضيدي راكان الحميدي، الذي قال لي كلمة (أتحفّظ فيها) غيرت مسار حياتي. شريكتي أمل العطوي كانت سببًا، بعد توفيق رب العالمين، في استمرارنا بعد كل خيبة أمل مررنا بها، ومررنا في مراحل شعورنا فيها بأن كل شيء انتهى، وهنا تظهر أمل وهي اسم على مسمى لتعطي أملًا بأن نستمر، وأن نضع هذا الفشل كوقود لنستمر ونكسب المزيد من المعرفة.
شعوري عند مواجهة أول نجاح أو إنجاز صغير كان كفرحة أب بُشّر بمولوده الأول بعد سنوات من الانتظار. شعور لا يمكن وصفه، وإلى اليوم نجدد الفرح بنفس الشعور، ليس لأنه إنجاز فحسب، بل لأننا نستحقه، ولأن محبينا يستحقون، فهم مصدر الإلهام لنا، ونستمد طاقتنا من أعينهم المليئة بالفرحة الصادقة.
الدروس والخبرات التي تعلمتها خلال الرحلة:
ابحث وابحث وابحث عن المعلومة.
استشر ولا تفكر بأن فكرتك ستُسرق، فهي ستدفن في مقبرة الذكريات إذا لم تُنفذ.
لا تتحدث عن مشروعك مع من لا يفقه ولا يتفق، لأجل ألا يضيع وقتك ولتجنب الأفكار السلبية.
إذا كان مشروعك غير تقليدي، اربطه بمستهدفات وتوجه الدولة.
تخصصي إدارة أعمال، وبعد تجربة "أرحب"، أصبحت لدي خبرة في المجال التقني والسياحي وريادة الأعمال، واليوم أنا، والحمد لله، مستشار تطوير أعمال في أكثر من جهة، ليست بالتخصص بقدر ما هي بالخبرة المكتسبة.
طموحي هو رهان سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، عرّاب الرؤية. هدفي هو الوفاء بالوعد لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد، أمير منطقة حائل، بأن تطبيق "أرحب" سيكون في أكتوبر القادم الوجهة والخيار الأول في المملكة للوصول والحصول على الخدمات السياحية، إن شاء الله.
VID-20251107-WA0005.mp4